الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

شيزوفرينيا الرئاسة (!) .. محمد أمين .. المصرى اليوم


أخطر نتيجة وصلنا لها، فى المائة يوم الأولى، أن الرئيس مرسى أصبح يرى أشياء غير التى كان يراها.. أو ربما يراها بطريقتين مختلفتين، فى الوقت نفسه.. يتعامل مع الجماعة على أنها الشعب.. يتعامل مع القاتل على أنه بطل، ويتعامل مع القتيل على أنه شهيد.. يكرم الاثنين فى وقت واحد.. يكرم السادات كبطل للحرب والسلام، ولا يذكر اسمه أبداً، خشية أن يغضب حضرة القاتل!
التشخيص النفسى للرئاسة، أنها تعيش حالة شيزوفرينيا.. ترى الشىء ونقيضه.. ترسل برقيات التهانى للقاتل، وترسل برقيات التعازى لأهل القتيل.. تكرم السادات، وتكرم عبود الزمر أيضاً.. يجلس فى مقاعد كبار الزوار.. يجلس فى المنصة بدلاً من السادات.. تكرم المشير طنطاوى، والفريق عنان بقلادة النيل، ولا تدعوهما لاحتفالٍ هم أبطاله.. لا أفهم ما جرى على أنه احتفال شعبى!
من الجائز أن يكون ما جرى مجرد احتفال إخوانى.. غير مقبول بالمرة.. نصر أكتوبر لم يكن إخوانياً.. كان نصراً مصرياً.. الآن يغيرون التاريخ.. أحد قادة البترول وصف «مرسى» بأنه قائد النصر.. مرسى نفسه لم يشارك فى الحرب.. بعد قليل يتغير التاريخ.. مبارك فى لحظة بدا أنه البطل الأوحد.. كاد يحذف اسم السادات، وحبس «الشاذلى»، ووضع صورته مكانه فى البانوراما!
حالة الشيزوفرينيا التى أصابت نظام الحكم، فى شهوره الأولى تحير العقول.. لا تعرف إن كان عبود الزمر قاتلاً أم بريئاً.. لا تعرف إن كان السادات بطلاً أم يستحق القتل؟.. شىء مربك للغاية.. إحنا مين؟.. إحنا إيه؟.. أنا مش أنا.. استغربت أكثر أن استاد القاهرة كان للإخوان فقط.. الأمن كان يمنع المشتبه فيهم(!).. احتفال شعبى لا يحضره غير الإخوان.. من أنفق هذه الملايين؟!
ربما يتصور البعض أن احتفالات أكتوبر مجرد حدث عابر.. عندى مخاوف من تزييف التاريخ.. كل الرؤساء فعلوها بلا استثناء.. لم نعرف الفترة الملكية حقيقة إلا منذ سنوات.. لم نعرف وثائق تاريخية، عن عصر السادات حتى الآن.. لا نعرف ماذا يريد مرسى؟.. تزييف التاريخ صناعة مصرية.. فعلها مبارك بجدارة مع الفريق الشاذلى.. الآن يفعلها المطبلون مع مرسى بعد الثورة(!)
المظاهرة التى حشدها «المرشد» فى الاستاد لا تغير من الأمر شيئاَ.. فلا الرئيس بدا بصورة الرئيس الشعبى، ولا هو ولا غيره استبق مظاهرات «الجمعة».. الأحوال ليست كما قال الرئيس.. أبسط الناس يدرى أنها ليست مظاهرة فى حب نصر أكتوبر.. يعرف أنها فى حب دولة المرشد.. يعرف أنها مظاهرة لدعم الرئيس.. مخطئ من يتصور أن الرئيس شىء، والجماعة شىء آخر!
هل يرى الإخوان نهضة لا نراها؟.. هل يرون تقدماً فى ملفات، تعهد بها الرئيس؟.. هل يخدعون أنفسهم أم يخدعوننا؟.. هل هى حالة شيزوفرينيا؟.. هل هى عين الحكم، التى ترى على كيفها؟.. هل كانت ثلاثة أشهر كافية لأن يرى الرئيس مرسى ما لا يراه المواطن مرسى؟.. كيف أصبح يرى الشىء ونقيضه؟.. هل يسأل أهله وعشيرته فى الشرقية، إن كان قد نجح برنامج الرئيس، أم لا؟!
من الخطر أن يختار الرئيس شعبه من الجماعة وحدها.. من الخطر أن يقتصر دخول الاستاد على الإخوان فقط.. من الخطر أن يتغير الرئيس بنسبة 180 درجة، فى 3 شهور.. يرى الشىء ونقيضه.. إقصاء المعارضين جريمة.. استبعاد مرشحى الرئاسة مريب.. استبعاد المشير طنطاوى، والفريق عنان، بعد تكريمهما، يعنى أنها «شيزوفرينيا»!
شيزوفرينيا(!)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق