الثلاثاء، 19 مارس 2013

عرفتى تربى يا سوزان .. غادة الشريف .. المصرى اليوم



Thu, 07/03/2013 - 21:19

إذا كنت سيادتك لا تريد أن تقر وتعترف للسيدة سوزان مبارك بأى إنجازات فعلتها فى حماية المرأة والطفل، خصوصا حماية مستقبل البنات، فعلى الأقل آن الأوان أن تقف لها تبجيلا واحتراما وتشهد وتبصم بأصابع إيديك ورجليك أن هذه السيدة فعلا عرفت تربى أولادها.. بادئ ذى بدء، نحن لم نسمع عن علاء وجمال مبارك إلا بعد مرور خمسة عشر عاما أو أكثر على وجود مبارك فى الحكم.. ومهما اختلفت الحكايات والحواديت عن صلتهما بالبزنس والسياسة إلا أن كل الحواديت اتفقت على أنهما كانا «ولدين مؤدبين».. لم نسمع أن جمال أو علاء شاورا بأصابعهما بإشارات بذيئة،
مثل تلك التى فعلها ابن مرسى للمتظاهرين حول منزلهم.. لم نقرأ لجمال أو علاء أى تويتة شتيمة لمعارضى والدهما مثل التويتات التى يتحفنا بها أولاد مرسى من أول يوم فى حكم والدهم.. وبالتأكيد أنه لم يحدث على الإطلاق أن «ردح» أى من علاء وجمال لأى فرد من أفراد الحراسة المكلفة بهما.. حتى وهما الآن فى السجن نسمع شهادات من الضباط بأدبهما الشديد مع الجميع.. ده أتارى يا أخى النظيف من صغره يظل نظيفا طول عمره!.. لكن هل هذا يقتصر على أولاد سوزان فقط؟.. أبدا وحياتك.. عندك أولاد جيهان السادات أيضا لا يقلون أدبا وتربية عن أولاد سوزان.. والمدهش أنك حينما تسأل عن جمال السادات وتعاملاته مع الناس فإنك تتلقى نفس الشهادات بالأدب الشديد التى تتلقاها عن أولاد مبارك..
طبعا هناك عامل يفرض نفسه بقوة، وهو أن أولاد السادات وأولاد مبارك جميعهم «تربية نظيفة من صغرهم».. فهم منذ طفولتهم تلقوا تعليما رفيعا ولا تجد عندهم عقدة «الشبعة بعد جوعة» التى نراها متفشية الآن.. منذ سنوات عمرهم الأولى وأبناء مبارك والسادات يرون آباءهم فى مناصب مرموقة، لذلك لم تحدث لهم تلك اللوثة العقلية التى حدثت لغيرهم عندما أصبح أبوهم رئيس جمهورية!.. ولن أحدثك بقى عن أولاد عبدالناصر الذين لم يسمع عنهم أحد طيلة سنوات حكم والدهم، وتستطيع أن تكتب مجلدات ومجلدات عن خلقهم الرفيع وسلوكهم الراقى.. أضف إلى ذلك أنه لا عبدالناصر ولا السادات ولا مبارك درسوا دكتوراه فى أمريكا، وكان الأولى بمن درس فى أمريكا وعاش فيها سنوات أن يسعى للترقى فى تصرفاته وفى تربية أبنائه..
ما علينا، مالناش دعوة بالناس.. ما أتوقف أمامه بشدة الآن ويجعلنى أضرب كفا بكف هو ما يصدعنا به الإخوان والسلفيون وكل مشايخهم عن المرأة وسنينها.. ألم يصرح صبحى صالح بعدم جواز زواج الإخوانى من غير الإخوانية حرصا على النسل اللامؤاخذة؟.. ألم يتحفنا حازم أبو إسماعيل بتصريحه أنه يفضل أن يتزوج ابنه بالمحجبة ورفضه لغير المحجبة لأن المحجبة ستحسن تربية أبنائها؟.. ألم يبطحنا الشيخ برهامى بتأكيده فى كل حديث أن التزام المرأة ببيتها يضمن حسن تربية الأولاد؟.. فأين آثار كل هذا إذن على سلوكيات أولاد مرسى؟.. ولدى سؤال حازقنى جدا ونفسى أعرف إجابته، كلنا نعلم أن السيدة جيهان السادات كانت مشغولة بدراستها وتحضيرها للدكتوراه، ثم بمحاضراتها فى الجامعة الأمريكية، ومن بعدها سلكت السيدة سوزان مبارك نفس الطريق حتى حصلت على الماجستير،
هذا إلى جانب انشغال السيدتين بالعمل العام، يعنى بمقاييس الإخوان، هاتان سيدتان لم تلزما منزليهما وكانتا مشغولتين تماما بتحصيل العلم ثم بالعمل العام، بينما أم أحمد بقى كانت فاضية لا شغلة ولا مشغلة وتلزم منزلها متفرغة لأبنائها، فلماذا إذن هذا الفرق الرهيب فى السلوك بين أولاد دول وأولاد دوكهمه؟!..
هذا يثبت أن ما ينادى به الإسلاميون من قمع للمرأة ما هو إلا نتيجة شعور دفين بالنقص تجاه المرأة المدنية التى رغم انشغالها إلا أنها لا تفشل فى تربية أبنائها مثلما تفشل نساؤهم.. وإنت بقى زعلان من شباب لجانهم الإلكترونية الذين لا يعرفون سوى شتيمة الرموز الوطنية والمثقفين؟.. الحق مش عليهم، وعلى رأى الفنان محمد نجم فى إحدى مسرحياته: «دوّر ع البطن اللى جابته !».

عرفتى تربى يا سوزان
 تعقيب هام / لو كتبت هذه الكلمات    قبل بداية 2011 لتمت محاكمة الكاتبة بتهمة النفاق و لكن إرادة الخالق الكريم أن يجعل لمبارك و ابناؤه من يكتب عنهم كلمة حق خالصة لوجهه تعالي  .. في وقت النفاق فيه كنز يتهافت عليه الكثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق