الأربعاء، 17 أبريل 2013

خيبة الأمل راكبة جمل.. النهضة .. ثروت الخرباوي .. المصرى اليوم




23:11 الثلاثاء 16 إبريل 2013
على يد بعضهم تحول الدين من عقيدة نقية، ودفقة مشاعرية تـُـقـَرِب بين أبناء البلد الواحد مع اختلاف أديانهم، ودعوة للحب والتكامل بين البشر، وطريقة راقية للفهم، وأسلوب لنهضة الأمم وتعميرها، إلى حصة تعبير وخطابة، نتحدث فيها عن الدين ولا نمارسه، وحصة أناشيد ننشد فيها للدين ولا ننشده فى سلوكنا، ومجموعة من الشعارات نرفعها ولا نعرفها، فإذا أصبحت بعض الشعارات قديمة اخترعنا شعارات أخرى لتتماشى مع «الموضة».
وحين وجد بعضهم ــ وفقا لتصوره ــ أن ابتعادهم فترة عن الشعارات انتقص من شعبيتهم، وضعوا قانونا يفتح الباب للشعارات الدينية فى الانتخابات، وكيف يتركونها انتخابيًا وهى سبب من أسباب وصولهم للحكم، ألا تعرفون أن للشعارات سبع فوائد منها خديعة عدد لا يستهان به من البسطاء، يخلب بصرهم الشعار فلا يبصرون المحتوى، وحين ظن بعض المخدوعين أن هذه «جماعة» تسعى لنهضة الأمة، قاموا بانتخابهم، ولكن وكما يقول المثل «جاءت خيبة الأمل راكبة جمل» ليس جمل النهضة، ولكن جمل الوهدة، فأكل الشعب البسيط الجائع نهضة، وشرب نهضة، والتحق الشباب العاطل بوظائف النهضة، وتم علاج المرضى بالنهضة.
أما لماذا كانت هناك خيبة أمل؟ فذلك لأن من رفعوا الشعارات لا يعرفون كيفية تطبيقها، انظروا إلى حالنا ــ وحالهم ــ وتعجبوا ثم ازدادوا عجبا ثم امتعضوا من تلك الوهدة التى سقطنا فيها !! فنحن أمة الوحدة والاتحاد وعدم التفرق، وأمة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ومع ذلك بثوا الفرقة والاختلاف فينا، وأجروا بيننا قسمة مريضة، فمن كان على هواهم كان مسلما حقا، ومن اختلف معهم كان عدوا «للمشروع الإسلامى» وكأنهم هم الإسلام!! ثم صنعوا ـ ولا يزالون يصنعون ـ فتنة طائفية بين المواطنين المسلمين وإخوانهم المواطنين المسيحيين، على وهم أنهم بهذه الفتنة سيستدعون فريقا عريضا من بسطاء المسلمين لدائرتهم مرة أخرى، بعد أن انفض الجمع من حولهم، فكان أن افترقنا وتفرقنا، وليت الفرقة كانت على خلفية سياسية، ولكنها كانت على خلفية عقائدية.
ولكى أكون منصفا فإننى لا أحمل تلك الجماعة المسؤولية وحدها، وإن كان لها النصيب الأكبر، لأن خلل أولوياتها وسطحية فهمها، صنعا لنا خطابا دينيا متخلفا غاب عنه الفكر الإصلاحى التطبيقى، وإذا وصلوا للحكم استمروا فى رفع الشعارات ولم يهتموا بالجانب التطبيقى، وها نحن الآن بين أيديهم أمة ذات تاريخ، وبلا حاضر ولا مستقبل، أمة كان ينبغى أن تكون أمة العلم، أمة (اقرأ باسم ربك الذى خلق) أمة (طلب العلم فريضة) أمة (وقل رب زدنى علما) ومع ذلك تركنا العلم والتعلم والعلوم للغرب، يرتع فى مضماره كيف شاء، واكتفينا بالمشاهدة والتصفيق، ثم قمنا باستدبار الماضى، والبكاء على أطلاله دون أن نهتم ببناء الحاضر!.
أما دعوة القرآن لنا بأن نستنهض هممنا ونستنفر عزائمنا لكى نكون أمة قادرة على تعمير الأرض «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها» فإن هذا الأمر غاب عن حياتنا وغبنا عنه بل وتصرفنا فى كل مناحى حياتنا بغير مبتغاه، فإذا كان من المفترض أن نكون أمة العلم والعلماء فقد أصبحنا للأسف الشديد أمة الجهل والجهلاء، وإذا كان من المفترض أن نكون أمة العدل والعادلين فقد أصبحنا أمة الظلم والظالمين، وإذا كان من المفترض أن نكون أمة إقامة الحق، فقد أصبحنا أمة إضاعة الحق، فإذا كنا قد هُنا على أنفسنا فهل نتعجب من هواننا على الأمم.
هل تريدون أيها الحكام الجدد أن ألخصكم فى كلمتين «أنتم أمة التناقض والفشل والفـُرقة» قوموا إلى الاتحاد تحترمكم الأمم.. قوموا إلى العلم والعمل.. قوموا فقد مللنا الرقود، أو قوموا من الحكم وارحلوا فقد سئمنا ذا القعود.
السلطانية: خيبة الأمل راكبة جمل.. النهضة .. ثروت الخرباوي .....: ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق